من منّا لا يقلق؟ نقلق من الفشل، من المرض، من خسارة أحد، من المستقبل، من كل ما لا نملك السيطرة عليه. نُفكر كثيرًا، ونُحلل، ونبني سيناريوهات ربما لن تحدث أبدًا… فنخسر طمأنينة اللحظة.

القلق يُوهمنا بأنه مفيد؛ كأنه وسيلة للسيطرة أو الاستعداد، لكنه في الحقيقة يُتعب الجسد، يُشوّش الفكر، ويعكر صفو القلب. والأسوأ؟ أنه لا يُغيّر شيئًا. لم يمنع القلق يومًا كارثة، ولم يضمن نجاحًا.

القلق ليس ضعفًا، بل هو شعور إنساني طبيعي… لكن حين يُصبح أسلوب حياة، يُقيّدنا. يُعيقنا عن الاستمتاع بما نملكه الآن، ويجعلنا نعيش وكأننا دائمًا على وشك الانهيار.

ما يُساعدنا ليس منع القلق كليًا، بل أن نتعامل معه. أن نسأل: “هل هذا القلق واقعي؟ هل يمكنني فعل شيء حياله الآن؟” فإن كانت الإجابة “لا”… فدع الأمر لله، وامنح نفسك سلامًا.

الحياة قصيرة… والعقل البشري أثمن من أن يُستهلك في مخاوف غير مؤكدة. ليس علينا أن نعرف كل شيء، ولا أن نُسيطر على كل شيء. أحيانًا، يكفي أن نثق… ونُكمل الطريق.

فلا تسمح للقلق أن يسرق منك اللحظة. لأن اللحظة… هي كل ما تملك حقًا.